..::منتدى الشهيد الراحل ياسر عرفات::..
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اول ايام رمضان في المسجد الكبير

اذهب الى الأسفل

اول ايام رمضان في المسجد الكبير Empty اول ايام رمضان في المسجد الكبير

مُساهمة من طرف اميرة الخيال الأحد أغسطس 26, 2007 1:11 pm

--------------------------------------------------------------------------------

http://photos1.blogger.com/blogger/2...093a_Small.jpg

دائما ما كانت مظاهر استقبال شهر رمضان المبارك والاحتفاء به تبدأ قبل دخول الشهر بعدة أيام كان منزل العائلة يتحول إلى خلية نحل لا تهدأ ، الجميع يشاركون في تجهيز المنزل وتنظيفه ؛شراء المستلزمات من أطعمه وأشربه وغيرها



كانت جدتي رحمها الله تشرف بنفسها على كل صغيرة وكبيرة ولم تكن تسمح للخدم بالقيام بكثير من الأشياء التي كانت تفضل أن تقوم بها بيديها

أما عن التموين والدعم اللوجستى من زبد ومسلى فلاحى و رقاق ودواجن ومخللات وفواكه وخضراوات والذي كان يأتينا من بلدة بالفيوم ، مسقط رأس والد جدتي ، فحدث ولا حرج
كانت المهمة الرئيسية التي أناط بها حين كنت صغيراً هي شراء بقية مستلزمات وليمة أول أيام رمضان مع والدتي ، وبالطبع كانت تعليمات جدتي في الشراء تنفذ بالحرف الواحد
ليلة الرؤية كنا نلتف حول التلفزيون انتظارا لبيان دار الإفتاء عن رؤية الهلال ، وفى نفس الوقت كنا نتابع إذاعة المملكة العربية السعودية لأنها كانت تعلن الرؤية قبلنا . كانت تنتابنا فرحة غامرة حين تثبت الرؤية وبمجرد انتهاء بيان دار الإفتاء تنهال الاتصالات الهاتفية من أفراد العائلة للتهنئة ولا تنسى جدتي أن تؤكد عليهم أن يأتوا غدا مبكراً قبل الإفطار وأنها لن تقبل أية أعذار وتشدد عليهم أن أول يوم هو يوم وليمة البيت الكبير وان ثاني يوم هو يوم الحموات

تلك الليلة، كانت توقظ من لم يستيقظ على صوت المسحراتى الجهوري لتناول طعام السحور ، تضرب المائدة بأشكال مختلفة مما لذ وطاب من الأطعمة على رأسها طبق الفول العتيد وشراب قمر الدين الأصيل وأكواب الزبادي . كنا نتناول طعام السحور جميعاً ونظل مستيقظين حتى آذان الفجر كانت تجلس على سريرها تقرأ ما تيسر من القرآن ثم نصلى وبعدها نغط في نوم عميق
. كنت استيقظ مبكرا فأجد الجميع في المصنع ، أعنى المطبخ ، الجميع منهمكون في أعمالهم مع إشراف مباشر من جدتي . كانت جدتي توكل إلِى مهمة شراء الكنافة والقطائف من أحد المحلات بميدان الجامع ، أحد مناطق حي مصر الجديدة التجارية الشعبية ، وكنت أتطلع دوماً للقيام بهذه المهمة

عقب صلاة الظهر تبدأ روائح الطعام الذكية في الخروج من المطبخ ، أهتف بصوت عالي وبلماضة فجة وأنا أتابع فوازير عمو فؤاد " يا جماعة يالي جوه الرحمة شويه ، في ناس صايمين ، أية الروايح دى ؟؟؟ ما تقفلوا عليكم باب المطبخ

عقب صلاة العصر يبدأ أفراد العائلة في الوصول الواحد تلو الأخر ، وكل عائلة تدخل بهدية بالطبع ، دائما ما كانت تنفرج أساريري حين اعلم أنها حلوى

قبل الإفطار بنصف الساعة يلتف الرجال حول التلفاز لمتابعة حلقة الشيخ الشعراوى رحمه الله فيما تنشغل السيدات بتجهيز المائدة ، بعد انتهاء الحلقة تدعونا الجدة إلى تشغيل المذياع على إذاعة البرنامج العام حيث يصدح الصوت الملائكي للشيخ محمد رفعت رحمه الله وحين تنتهي التلاوة نتوجه جميعا إلى غرفة الطعام حيث يجلس الكبار على المائدة الرئيسية وأجلس أنا مع الصغار على مائدة صغيرة ملحقة وتكون جدتي آخر الجلوس ويكون مكانها على راس المائدة
ينطلق مدفع الإفطار ومن بعدة يٌرفع الآذان ونبدأ في تناول الطعام . أثناء ذلك كنا نستمع إلى دعاء أمين بسيونى والفوازير من آمال فهمي كانت إمارات السعادة والارتياح تبدو على وجه جدتي وهى ترى أبنائها وأحفادها حولها يتناولون الطعام بسعادة غامرة ويزول عنها عناء ومشقة اليوم والإعداد
بعد انتهائنا من الطعام نتوجه لاداء الصلاة ثم نلتف في غرفة الجلوس حول التلفاز وهنا يأتي وقت ما لذ وطاب من الحلوى من كنافة وقطائف وخشاف يزخر بالمشمش والتين و الزبيب وتمر ومكسرات وغيرها . يتجاذب الجميع أطراف الحديث مع جدتي ويشكرونها على "عزومة " اليوم . أخرج مع صغار العائلة بعد تناول الحلوى إلى خارج المنزل لكي نلعب بالفوانيس ، كان اغلب أطفال العائلة يحبون اللهو بفوانيس كهربائية أما أنا فقد كنت مولعاً بالفانوس التقليدي ذو الشمعة فقد كنت مبهورا بانعكاس إضاءتها الضعيفة على الزجاج الملون
يستأذن الرجال في الذهاب إلى صلاة العشاء والتراويح في المسجد المجاور فكنت اترك الصغار وأذهب معهم

نعود فنكمل السهرة حول التلفاز وقرب منتصف الليل يهم الجميع بالخروج فتستحلفهم الجدة أن يبقوا لان السهرة لازالت في أولها ويصروا أن يتركوها لتنال قسطا من الراحة بعد هذا اليوم الشاق
تقف على عتبة الباب تودعهم بنظرة حانية وتقبل الصغار وتؤكد موعد الوليمة الفردية لكل منهم ثم تجرى إلى الشرفة كي تطمئن أن كل منهم ركب سيارته وغادر إلى منزلة في أمان الله
تتوضأ وتدخل إلى حجرتها لتتم قراءة أول جزء من القرآن الكريم ثم تنام وبذلك ينتهي أول أيام الشهر المبارك
لم تتغير طقوس ذلك اليوم بالرغم من مرور الزمن واختلاف الضيوف : اختلاف عددهم زيادة أو نقصاناً ، اختلاف أعمارهم صغراً أو كبراً أو اختلاف توجهاتهم وأفكارهم
لم الحظ أي تبدل لطبيعتها ولا طريقة تعاملها معنا منذ أن وعيت وحتى اليوم الذي صعدت فيه روحها إلى بارئها على مدار عشرون عاماً تقريباً
تظل ذكرى تلك الأيام الجميلة عالقة في الأذهان ونلتمس من هذه الذكريات وقودا لاستكمال مسيرة للحياة
وتظل هي في القلب والعقل.....رحمها الله رحمة واسعة ,أسأل الله أن يمكنني من الحفاظ على تلك العادات الجميلة وتطبيقها في إطار أسرتي المستقبلية بإذن الله
كل عام وانتم بخير وأعاد الله هذه الأيام علينا وعلى الأمة العربية الإسلامية بالخير واليمن والبركة
اميرة الخيال
اميرة الخيال
فتحاوي جديد
فتحاوي جديد

انثى
عدد الرسائل : 116
تاريخ التسجيل : 25/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى